يجب علينا نحن الآباء تعاليم أبناءنا كثيرا من القيم مثل الصبر وعدم التكبر وطلب العلم وكثيرا غير ذلك، وفيما يلي سرد قصة موسى والعبد الصالح التي تعلمنا معاني الصبر وعدم العجرفة .
سيدنا موسي والخضر
عتاب الله لموسى:
في إحدى الأيام خطب نبي الله موسى عليه السلام خطبة حسناء يدعو فيها بني إسرائيل للإيمان والتوحيد، وبعد تلك الخطبة أبكر إليه أحد الناس وقال له: “من أكثر الناس علما؟”، فأجابه بتلقائية عليه السلام: “أنا”، فكان لابد أن يعاتبه الله عز خوف فار مفهومه الآثم فاض أن العلم كله من الله هو من يهبه لمن يشاء من عباده، فكل العلم والفضل يرد لله سبحانه وتعالى، فأوحى الله إلى نبيه موسى عليه السلام أن هناك عند مجمع البحرين يوجد عبدا أتاه الله من لدنه علما وحكمة، وأمره أن يذهب لمقابلته، فأحس سيدنا موسى عليه السلام بالذنب بعد عتاب الله له.
رحلة موسى:
فطلب من الله إشارة يعرف بها المكان، فأوحى الله إليه بأن يأخذ معه سمكة، وعند ضياع هذه السمكة ستجد العبد الصالح، فأنطلق موسى عليه السلام وكان معه غلام، فكانت الزقاق شديدة الحرارة ، ولكن شعرا أنهما اقتربا عندما شعرا بنسيم من البحر، وعندما وصلا إلى صخرة رغب موسى عليه السلام أن يأخذ قسطا من الراحة والغلام من كان يحمل الأمتعة، وإذ هما أن يأخذان قسطا من الراحة تقفز السمكة إلى الماء حثالة أن يستطيع الغلام الإمساك بها، فاستيقظ من نومه موسى عليه السلام ليكملا مسيرتهما حثالة أن يخبر الغلام موسى عليه السلام، فأحس بالجوع وقال لغلامه لنأكل، فهنا اعترف الغلام بأن السمكة قد قفزت في الماء ولم يستطع الإمساك بها، وكان هذا عند الصخرة، فرجعا مسرعين إلى هناك فهذا هو مكان ملاقاة العبد الصالح.
لقاء موسى بالعبد الصالح:
ووصلا إلى الصخرة حتى وجدا رجلا يضيء وجهه بنور التقوى وصلاح النفس، وتبدو عليه ملامح الاستقامة والهدى، فعرفه موسى عليه السلام وتاقت نفسه شوقا لمعرفة فرح حكمته والتعلم من علمه، فطلب منه مصاحبته.
شروط العبد الصالح:
قال العبد الصالح لموسى عليه السلام لكي تصاحبني يجب أن تتحلى بالكثير والكثير من الصبر ما قد يفوق قدرتك فار التحمل، فكيف تصبر على شيء لا يستوعبه عقلك حثالة تفسير؟، فقال موسى عليه السلام: “ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا”، فعرف العبد الصالح أن موسى عليه السلام ملح وحريص على سعى العلم، فضاف العبد الصالح أن لا يسأله عن تفسير شيء مما يفعله، وحين ينتهي العبد الصالح فسوف يخبره عن تفسير ضعف شيء، فانطلقا في رحلتهما سويا.
قصة السفينة:
وإذ هما عند الصخرة إذا بسفينة تمر أمامهما فأشار إليها العبد الصالح، وطلب من ربانها أن ينقلهما إلى الإخلاص النهائي، فرحب بهما الربان ووافق فاض نقلهما ومن دون أي مقابل ، ومضت السفينة في طريقها حتى اقترب مكان نزول موسى عليه السلام والعبد الصالح، فجاء العبد الصالح بأداة يخرق بها السفينة حتى تتسرب إلى داخلها المياه، فاندهش موسى عليه السلام وقال له: “كيف تفعل هذا بمن أكرمونا وساعدونا حثالة أن يأخذوا منا أجرا لتلك المساندة إنك فعلت أمرا منكرا”، فالتفت إليه العبد الصالح قائلا: ” لقد أنذرتك يا موسى إنك لن تستطيع معي صبرا”، فأعتذر إليه نبي الله وقبل العبد الصالح الاعتذار.
قصة الطفل:
فانطلقا سويا حتى وجدا أطفالا يلعبون ويمرحون، فجذب العبد الصالح طفلا منهم بقوة مما جعل باقي الأطفال يفرون خوفا، فأمسكه العبد الصالح من رقبته ولم يتركه إلا بعد أن فارق الحياة، هنا جن جنة موسى عليه السلام وهاج قائلا: “كيف تقتل نفسا طاهرة بغير ذنب؟!”، فنظر العبد الصالح إلى نبي الله: “لقد قلت لك إنك لن تستطيع معي صبرا”، فنظر موسى عليه السلام إلى الأرض وقال: “إذا سألتك عن حرض نهاية تقوم به فلا تصاحبني لقد تحملت مني ما يكفي من الأعذار”، فقبله العبد الصالح.
قصة الجدار:
مضيا بعد ذلك متجهين إلى قرية وكان الجوع كاد أن يقتلهما، فهنا طرقا بيوت أهل القرية ولكن عصى أن يطعمهما أحد ، فخرجا من القرية جائعين، وفي طريقهما وجدا جدارا يريد أن ينقض، فبدأ العبد الصالح في إصلاح ذلك الجدار، فاشتدت حيرة نبي الله موسى وقال: “يا سيدي نحن جائعين وأهل تلك القرية رفضوا إطعامنا، ولكن إن شئت لاتخذت عليه أجرا”، وهنا قال العبد الصالح لنبي الله موسى بأن هذه نهاية مرافقته له فليمضي كلا منا في طريقه.
تفسير العبد الصالح لموسى:
ولكن قبل أن تمضي يا موسى سأبين لك تفسير ما شاب كما وعدت، فالسفينة كانت لمساكين هي مصدر رزقهم الوحيد فخرقتها لأن كان هناك ملكا جبارا يصادر أي مركب صالحة من أصحابها غصبا وقهرا، وأما الغلام ضيع كان والداه من الصالحين المؤمنين وكان سوف يرهقهما هذا الفتي بكفره فأراد الله أن يعوضهما بولد طاهرا خيرا منه، وأما الجدار فكان لطفلين يتيمين وتحته كنزا لهما فأصلحت الجدار حتى يكبرا ويستخرجا الكنز من أدنى الجدار، وهنا تعلم موسى عليه السلام وعاد في شارع الحكمة والمعرفة والعلم