في تليد الزمان ، رغب آدم أن يسافر سفره يغيب فيها مدة طويلة ، فوضع جميع أمواله وما لديه من نقود في صرة خضراء ، وذهب لدكان تاجر كبير يعرفه ، وطلب منه أن يحتفظ بالصرة لحين عودته ولا يفتحها ، أخذ الرجل الصرة ووافق فار الأحتفاظ بها عنده ، وشكره آدم وحفظ نقوده ثم ودعه وسافر في نفس اليوم .
بعد شهور كثيرة ، آب الذكر من السفر ، فذهب إلى دكان التاجر ليسترد منه نقوده ، ولكن التاجر خدع الأمانه ، وأنكر إنه حصل من الذكر أي شيء ، وقال له أنا لم حصل منك شيء ، وهيا أذهب من هنا قبل أن أحضر لك الشرطة ،تعجب آدم من انكار التاجر ، فراح يذكره بأنه اعطاه صرة خضراء فيها كل نقوده وما يملك من اموال جمعها إبان حياته .
ولكن التاجر اصر فاض انكاره ، وطلب من رجاله ان صرفوه عنه ويخرجوه من المتجر واصر باه لم ياخذ منه شيئا ، بهت الذكر الى قاضي المدينة ، وقص عليه القصة وما ركض وكان القاضي مشهور بعدله وحكمة ، وحسن ذكائه وادراكه ، فراح يناقش الذكر ويستفسر منه عن كل شيء ، حتى تاكد من ان الرجل يقول الصفاء في كلامه ، وانه اعطى النقود حقا للتاجر .
رام القاضي من الذكر ان يجلس في صباح اليوم التالي امام دكان التاجر ، والا يطالبه برد الصرة مرة اخرى ، وكان من عادة القاضي ان يركب بغلته ، ويسير في شوارع المدينة في موكب كبير فعندما وصل الموكب امام دكان التاجر ، راى القاضي الرجل يجلس امام دكان التاجر كما رام منه ، اوقف القاضي الموكب امام الدكان ، ونزل عن وضح بغلته ، وتوجه الى آدم فوقف الرجل يستقبله في احترام كبير ، صافح القاضي الرجل باهتمام كبير ، وساله متى رجع من السفر وتظاهر بانه يعرفه وعي طائلة جدا ، وقال له ان من غير المعقول ان يعود الى المدينة ولا يزوره في بيته .
وعزم القاضي فاض الرجل ليركب معه ، ولكن آدم اعتذر بانه مشغول اليوم ، ووعد بدا يزوره في بيته مساء اليوم التالي لانه يريده في امر ما ، صافح القاضي الرجل وعانقه ، ثم ركب بغلته وابتعد الموكب عن دكان التاجر ، فعاد الذكر وجلس مرة اخرى امام الدكان ، وبعد رحيل القاضي ، خاف التاجر وقال للرجل : الان تذكرت اليست نقودك هي التي في الصرة الخضراء ، واعطى آدم نقوده فانصرف مسرور ، واعجب بحيلة القاضي وحسن تصرفه .